تستمر الدراسات والأبحاث للوصول إلى تحديد العلاقة بين الحشيش والاضطرابات النفسية بدقة ومعرفة الامراض النفسية التي يسببها الحشيش، وكل ذلك يعود إلى تأثير القنب أو ما يعرف أيضًا بالحشيش أو الماريجوانا على الأفراد بشكل مختلف مما يجعل من الصعب التنبؤ بارتباط الحشيش بالأمراض النفسية فقد يشعر آحد الأشخاص بمشاعر الاسترخاء والنشوة بينما يكون الآخر في حالة من القلق والاكتئاب.
ولأجل ذلك كان استشاري الامراض والاضطرابات النفسية في مركز فريزيه عوناً لنا في تقديم مراجعة شاملة لآثر الحشيش على الصحة العقلية والنفسية واستعراض آحدث الأدلة المتوفرة وآخر ما وصلت له الدراسات والإحصائيات.
ما العوامل المؤثرة على علاقة الحشيش بالاضطرابات النفسية
ليس كل متعاطي للحشيش يعاني من أمراض نفسية فقد نجد في بعض الأحيان بعض المدمنين على المخدرات يشعرون بالاسترخاء والنشوة في حين بعضهم الآخر يشعر بالقلق والبارنويا.
ومن الممكن أن يتحدد ارتباط الحشيش بالاضطرابات النفسية وفق عدة عوامل نبينها فيما يلي:
- كمية الحشيش المستخدمة.
- تكرار تعاطي الحشيش.
- نوعية الحشيش المستخدمة من حيث القوة والنقاء.
- الحالة الصحية للمتعاطي ( وتشمل الصحة العقلية والجسدية بما فيها حجم ووزن الشخص).
- البيئة المحيطة.
- الشخصية.
وعلى الرغم من كافة تلك العوامل المؤثرة على علاقة الحشيش بالاضطرابات النفسية فلا يمكن اعتبار أنّ الحشيش هو المسبب الوحيد لأي مشكلة تتعلق بالصحة العقلية، إلّا أنّ هناك علاقة واضحة بين الاستخدام المزمن للحشيش وبعض المشاكل النفسية.
قد يهمك أيضًا قراءة: متى يفقد مدمن الكبتاجون عقله
ما هي الامراض النفسية التي يسببها الحشيش والمرتبطة به
يؤدي تعاطي القنب المزمن إلى زيادة خطر الإصابة بعدة اضطرابات نفسية نذكرها لكم فيما يلي، مع توضيح لهذه الأمراض النفسية التي يسببها الحشيش:
الاكتئاب
يقوم بعض الأشخاص باستخدام الحشيش كوسيلة للتعامل مع ألمهم العاطفي أو أعراض الاكتئاب الأخرى، وهذا ما يعرف بالعلاج الذاتي، حيث أنّه على الرغم من أنّه قد يتم تخفيف تلك الأعراض لبعض الوقت لما يوفره الحشيش من الشعور بالراحة المؤقتة وتخفيف التوتر.
إلّا أنّهم لا يدركون أنّ تعاطي الحشيش على المدى الطويل وبشكل منتظم قد يؤدي إلى تفاقم تلك الأعراض، وهذا يعود إلى التغيرات الكيمائية في الدماغ التي يسببها الحشيش إضافةً لتأثيره على الحالة النفسية والعاطقية.
القلق
هل القلق من الامراض النفسية التي يسببها الحشيش؟ تُشير الدراسات لوجود علاقة قوية بين تعاطي القنب والقلق، ومع الاتسخدام المتكرر للحشيش فقد يكون المتعاطي اكثرعرضة لتطوير اضطرابات القلق، بما في ذلك اضطراب القلق العام (GAD) ونوبات الهلع..
وليس ذلك وحسب بل تشير الأبحاث أيضًا إلى أن الأشخاص الذين يعانون من القلق هم أكثر عرضة لاستخدام الحشيش أو الاعتماد عليه. وهذا يمكن أن يكون محاولة منهم للتخفيف من أعراض القلق باستخدام الحشيش كنوع من “العلاج الذاتي”.
الامراض الذهانية ( كالفصام وثنائي القطب)
هل الامراض الذهانية من الامراض النفسية التي يسببها الحشيش أو القنب؟ وفقاً لأدلة عديدة فإنّ تعاطي الحشيش بشكل منتظم ومتكرر من قبل المصابين بالأمراض الذهانية كالفصام وثنائي القطب يُسبب تأثيرات سلبية كبيرة تشمل ما يلي:
- تفاقم الأعراض الذهانية مما يجعلها أسوأ، وعلى سبيل المثال زيادة الأفكار غير الواقعية والمشاعر الغريبة لدى الأشخاص المصابين.
- زيادة الأوهام والهلوسة كالاعتقادات الخاطئة وزيادة الأفكار غير الواقعية، مما يعقد حالة المريض.
- تقليل فعالية العلاج وذلك لدوره في جعل الأدوية المضادة للذهان أقل فعالية، مما يصعب السيطرة على الأعراض، ويجعل الخطة العلاجية أقل نجاحًا.
- التأثير السلبي الأخير يكمن في صعوبة التعافي من نوبات الذهان مما يزيد من صعوبة عودة المريض إلى حالته الطبيعية.
رغم أن الحشيش لا يسبب الفصام بشكل مباشر، إلا أنه قد يثير أعراض الفصام لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ شخصي أو عائلي من مشاكل الصحة العقلية. الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي أو تاريخ عائلي لأمراض الصحة العقلية يكونون أكثر عرضة للإصابة بالذهان الناجم عن تعاطي الحشيش.
وبهذا نجد أنّه على الرغم من إمكانية أنّ الحشيش لا يسبب الفصام بشكل مباشر، إلّا أنّه بكل تأكيد يثبر أعراض الفصام بشكل خاص لدى الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي للاضطراب أي لديهم تاريخ شخص أو عائلي لأمراض الصحة العقلية مما يجعلهم أكثر عضة للإصابة بالذهتن الناجم عن تعاطي الحشيش.
اقرأ أيضًا: كيف يفكر مدمن المخدرات وكيف تتعامل معه
تأثير الحشيش على الوظائف المعرفية
تعاطي الحشيش يمكن أن يؤدي إلى تدهور في الوظائف المعرفية، بما في ذلك:
- الذاكرة::وذلك لكون الاستخدام المزمن للحشيش يمكن أن يؤثر سلبًا على الذاكرة قصيرة المدى، مما يجعل من الصعب على المستخدمين تذكر الأحداث الأخيرة أو المعلومات الجديدة.
- الانتباه والتركيز: :حيث أنّ الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش بشكل منتظم قد يعانون من صعوبة في التركيز والحفاظ على الانتباه لفترات طويلة، مما يؤثر على أدائهم في المهام اليومية أو الدراسية.
- القدرة على اتخاذ القرارات:: فتعاطي الحشيش يمكن أن يؤثر على القدرة على اتخاذ القرارات بشكل منطقي ومدروس، مما قد يؤدي إلى قرارات غير محسوبة أو خاطئة في الحياة اليومية.
الفرق بين الاضطرابات النفسية الناتجة عن الحشيش الفورية وطويلة الأمد
بعد أن تعرفنا على أبرز الاعراض النفسية التي يسببها الحشيش، سنطلع على ما توصلت إليه الدراسات فيما يخص التآثيرات النفسية الفورية للحشيش والتاثيرات طويلة الأمد أي تبعاً لمدة استمرار الشخص في تعاطي الحشيش:
الامراض النفسية التي يسببها الحشيش الفورية
تعاطي الحشيش يمكن أن يسبب تأثيرات نفسية وعقلية فورية تشمل:
- القلق:
- يمكن أن يزيد تعاطي الحشيش من مشاعر القلق أو يؤدي إلى نوبات هلع، خاصة عند استخدام جرعات عالية أو عند الأشخاص الذين يستخدمونه لأول مرة.
- الهلوسة:
- الجرعات العالية من الحشيش قد تسبب هلوسات بصرية وسمعية، حيث يرى أو يسمع المستخدم أشياء غير حقيقية.
- تغيرات في الإدراك:
- يشمل ذلك تشوهات في الإحساس بالوقت، والمسافات، والألوان، مما يجعل الأمور تبدو مختلفة عما هي عليه في الواقع.
- البارانويا:
- قد يشعر بعض المستخدمين بشعور غير مبرر بالاضطهاد أو الشك، حيث يعتقدون أن الآخرين يتآمرون ضدهم أو يراقبونهم.
التآثيرات النفسية لمتعاطي الحشيش طويلة الامد
تعاطي الحشيش المزمن يمكن أن يؤدي إلى آثار نفسية وعقلية طويلة الأمد تشمل:
- التدهور العقلي:
- الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش بانتظام وعلى مدى فترات طويلة قد يواجهون تدهورًا تدريجيًا في القدرات العقلية والمعرفية. هذا يمكن أن يظهر على شكل ضعف في الذاكرة، تراجع في القدرة على التركيز، وانخفاض في القدرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات.
- الإدمان:
- الحشيش يمكن أن يؤدي إلى الإدمان النفسي والجسدي، مما يجعل التوقف عن التعاطي صعبًا. عند محاولة التوقف، قد يعاني الأفراد من أعراض انسحاب تشمل التهيج، الأرق، فقدان الشهية، والقلق. هذه الأعراض تجعل من الصعب على المدمنين الابتعاد عن تعاطي الحشيش والاستمرار في الحياة بشكل طبيعي.
قد يهمك الاطلاع على: تصرفات متعاطي الحشيش
ما هو دور العائلة والأصدقاء مع متعاطي الحشيش الذي يعاني من أمراض نفسية
للعائلة والأصدقاء دور كبير في تخفيف الاضطرابات النفسية التي يعاني منها مدمن الحشيش والمخدرات، وفيما يلي أبرز النصائح الموجهة للعائلة والأصدقاء ليساهموا في دور فعال لتخفيف وتجنب تفاقم الاضطرابات النفسية على متعاطي الحشيش:
- يجب على العائلة والأصدقاء البقاء على اطلاع على أحدث ما تم التوصل إليه فيما يخص الارتباط بين الحشيش والأمراض النفسية والبحث الدائم عن الأعراض وخيارات العلاج لما لذلك من أهمية في مساعدة صديقك أو أحد أفراد عائلتك.
- دعم متعاطي الحشيش الذي يعاني من اضطرابات نفسية امر مهم جدًا حيث أنّ الوصول إلى العلاج الجيد والدعم سيُحسن من حالتهم بشكل مؤكد.
- حافظ على صبرك وادعم المريض واجعله يشعر أنك بجانبه دائماً واستمع إليه وتحمل كامل النكسات والتحديات حتى الوصول إلى العلاج.
وعلى العائلة والأصدقاء ألّا يشعرو بالقلق فمركز فريزيه إلى جانبهم في تقديم أي مشورة أو أي معلومة تكون عوناً لهم في دعم متعاطي القنب من أفراد أسرتهم، حيث خصص مركز فريزيه الرقم التالي : 0966506022759 لتقديم الاستشارات الخاصة بأمراض متعاطي الحشيش النفسية وكيفية التعامل معها.
أبرز الدراسات والإحصائيات المتعلقة بارتباط الحشيش بالامراض النفسية
تستمر الدراسات وجمع المعلومات والبيانات في العديد من الدول للوصول إلى اكتشافات جديدة حول تأثير الحشيش على الصحة العقلية والنفسية، ونبين فيما يلي بعضاً من آخر هذه الدراسات:
تقرير المخدرات الأوروبي 2023
تشير البيانات من الاتحاد الأوروبي إلى أن تعاطي الحشيش يعد السبب الرئيسي لطلب العلاج من المخدرات في العديد من البلدان الأوروبية. حسب تقرير المخدرات الأوروبي لعام 2023، يشكل الحشيش السبب الأكثر شيوعًا لدخول العلاج لأول مرة بين المتعاطين الجدد، حيث يمثل حوالي 45% من جميع حالات العلاج الجديدة في أوروبا. يعكس هذا التأثيرات النفسية والعقلية السلبية لتعاطي الحشيش، مما يجعل الحاجة إلى العلاجات المتخصصة مثل العلاجات النفسية والاجتماعية أكثر إلحاحًا.
وأظهرت البيانات أن هناك ارتفاعًا في نسبة الأشخاص الذين يستخدمون الحشيش يوميًا أو بشكل شبه يومي، مما يزيد من احتمال تعرضهم لمشاكل نفسية وصحية مرتبطة بالتعاطي المستمر
دراسة استرالية نشرت في مجلة BMJ
تشير الدراسات الأسترالية إلى أن تعاطي الحشيش يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والفصام، خاصة بين الشباب. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة BMJ متعلقة بالأمراض النفسية للحشيش، فإن استخدام الحشيش في مرحلة المراهقة يرتبط بزيادة احتمالية ظهور أعراض الفصام في مرحلة البلوغ. الأشخاص الذين استخدموا الحشيش بحلول سن 15 كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات فصامية عند بلوغهم سن 26، مما يشير إلى أن الاستخدام المبكر للحشيش يرفع من مخاطر الفصام بشكل كبير
دراسة نشرت في مجلة جامعة كامبريدج
دراسة نُشرت في مجلة جامعة كامبريدج للطب النفسي وجدت أن حوالي 30.6% من مستخدمي الحشيش في الولايات المتحدة يعانون من اضطراب تعاطي الحشيش (CUD). هذه الدراسة استندت إلى بيانات من المسح الوطني لأوبئة الكحول والظروف ذات الصلة بين عامي 2001-2002 و2012-2013. النتائج أشارت إلى أن نسبة كبيرة من مستخدمي الحشيش يواجهون صعوبة في التوقف عن التعاطي وتظهر عليهم أعراض الإدمان
وبهذا نجد أن تعاطي الحشيش يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية كبيرة على الصحة النفسية والعقلية، تتراوح من القلق والاكتئاب إلى الاضطرابات النفسية الأكثر خطورة مثل الفصام والاضطراب الثنائي القطب. من الضروري زيادة الوعي بهذه المخاطر وتعزيز الوقاية والعلاج من إدمان الحشيش للحد من تأثيراته الضارة على الأفراد والمجتمع.
تواصل مع أفضل مركز لعلاج الادمان في السعودية باتفاق الجميع وهو مركز فريزيه واحصل على أفضل خدمة تأهيل نفسي للعودة إلى ألقك والبدء بدورك الفعال في الحياة.