يتسلل الكبتاجون لحياة الفرد ويبدأ بإحداث تغييرات دقيقة في كيمياء الدماغ كنوع من المخدرات المنشطة للجهاز العصبي المركزي، فيشعر المتعاطي في بادئ الامر بزيادة مستويات الطاقة واليقظة، ولكن هذا سرعان ما يتحول إلى ظهور اضرار الكبتاجون النفسية الشديدة بالتزامن مع استمرار التعاطي والإدمان، فيبدأ الفرد بالشعور بالعديد من اعراض الكبتاجون النفسية السلبية، كالقلق الشديد والاكتئاب والذهان وغيرها من الأعراض التي سنوضحها تباعًا مع بيان آثر أفة الكبتاجون التدميرية على المجتمع.
ما هو الكبتاجون وكيف تطور ظهوره مع الوقت وانتشاره
الكبتاجون هو نوع من انواع المخدر (Captagon)، اسمه العلمي هو فينيثايلين (Fenethylline) وهو عبارة عن حبوب مصنعة من خلال مزج مادتين، إحداهما هي الأمفيتامين (Amphetamine) والتي تُعتبر من منبهات الجهاز العصبي المركزي، والمادة الآخرى هي التيوفيلين (Theophylline).
يعود تاريخ صنع مركب الكابتاجون وظهوره لاول مرة في عام 1961 من قبل شركة الأدوية الألمانية “Degussa AG” التي قامت بتطويره بغرض علاج عدد من الاضطرابات النفسية والعصبية كاضطرابات النوم والقلق والاكتئاب وعلاج اضطراب فرط الحركة.
لم يبقى الكبتاجون في نطاق غرضه العلاجي، بل تحول جراء اساءة استخدامه والإدمان عليه ليُسبب العديد من الأمراض النفسية والجسدية المرافقة له، حيث بدلاً من علاج القلق والاضطرابات النفسية أصبح من خلال التعاطي المستمر له مسببًا لهذه الأمراض النفسية وبشكل أشد.
وبسبب ذلك قامت الكثير من الأبحاث لبيان آثار الكبتاجون السلبية وأشارت الكثير منها إلى أنّه يسبب العديد من الأعراض الجانبية الخطيرة، مثل الإدمان، والهلوسة، وزيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم.
وبعد إدراك الكثير من حكومات العالم بالمخاطر الصحية للكبتاجون، قامت بحظر استخدامه في حلول الثمانينيات.
عودة انتشار الكبتاجون
على الرغم من حظر الكبتاجون ومنع استخدامه من قبل العديد من الحكومات، إلّا أنّ ذلك لم يستمر بل عاد بالظهور مجددًا في الأسواق غير المشروعة، وبشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط واستراليا وأمريكا.
حيث أنّه يُعتقد أنّ الكبتاجون يُنتج الآن بطرق غير قانونية وفي معامل سرية، وذلك بشكل خاص في البلدان التي تعاني من حالة من عدم الاستقرار الامني وفي مناطق النزاع وانتشار الجماعات المسلحة.
وتقوم تلك المناطق بنشر الكبتاجون لهؤلاء المقاتلين مستغلين أعراضه النفسية على الشخص المتعاطي والتي متمثلة بالعدوانية دون أي تفكير بآثاره التدميرية على الشخص والمجتمع، بل لهدف واحد هو جمع الاموال.وكجزء من الاقتصاد الاسود.
ولأهمية الوعي بمخاطر الكبتاجون سنتطرق لتأثيره السلبي على المدمن ونوضح اضرار الكبتاجون النفسية ومخاطره على المجتمع.
ما هي اعراض الكبتاجون النفسية وأضراره
نبين فيما يلي أضرار الكبتاجون النفسية وأعراضه السلبية على المدمن، وذلك بهدف زيادة الوعي المعرفي بالمخاطر الناتجة عن تعاطيه، مع الاستعانة بأبرز الدراسات والحقائق التي تثبت تأثير الكبتاجون الخطير على صحة العقل:
اضطرابات القلق والاكتئاب
هل اضطرابات القلق والاكتئاب من اعراض الكبتاجون النفسية؟ نعم، من الممكن كثيرًا أن يعاني متعاطي الكبتاجون بعد زوال تأثيره من مشاعر قلق واكتئاب شديد، وذلك يُسبب ظيادة الاعتماد على حبوب الكبتاجون لتجاوز القلق دون أن يدري أنّه يزاداد إدمانًا ويستمر بمعاناته مع القلق والاكتئاب.
ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة BMC Psychiatry، بينت فيها أنّ نسبة عالية من المدمنين على حبوب الكبتاجون يعانون من مستويات مرتفعة من الاكتئاب والقلق.
وشملت هذه الدراسة مستخدمين مختلفين للمواد المخدرت وفيها نسبة كبيرة منهم يظهرون أعراضًا نفسة خطيرة تزيد من حدة الإدمان والعكس صحيح.
الذهان والهلوسة
هل من أضرار الكبتاجون النفسية الذهان والهلوسة؟ نعم، حيث تؤكد دراسات عديدة عن معاناة مدمني الكبتاجون من أعراض الذهان والهلوسة، وتشمل هذه الاعراض رؤية أو سماع أشياء غير موجودة والشعور باضهاد غير مبرر.
وقد أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت في المملكة العربية السعودية أنّ نسبة تصل إلى 25% من المدمنين الذين يتلقون العلاج يعانون من الذهان المرتبط بتعاطي الكبتاجون.
التدهور المعرفي
من نتائج الكبتاجون ذات التأثير النفسي السلبي أيضًا على المدمنين هي تراجع كبير في وظائف المدمنين المعرفية، مثل الذاكرة والتركيز واتخاذا القرارات.
وقد يستمر هذا التراجع لفترة ليست بقليلة حتى بعد توقف التعاطي.
وهذا كان واضحًا من خلال إحدى الدراسات التي أشارت أنّ 50% من المدمنين يظهرون تدهورًا كبيرًا في الأداء الأكاديمي أو الوظيفي.
العدوانية المفرطة والعنف
لطالما كان تعاطي الكبتاجون يعزز مشاعر النشوة والطاقة، وذلك من خلال زيادة مستويات الدوبامين في الدماغ.
إضافةً لذلك تبين أنّه من الممكن أيضًا أن يزيد العدوانية والعنف لدى مستخدميه بشكل واضح، وخاصةً عند تناول جرعات عالية.
ثم أنّ إحدى الدراسات بينت أنّ 60% من مدمني الكبتاجون يظهرون سلوكًا عدوانيًا أو عنيفًا.
قد يهمك أيضًا الاطلاع على: الامراض النفسية التي يسببها الحشيش وتوضيح العلاقة بينهما
الأفكار الانتحارية
تعاطي الكبتاجون، وهو نوع من الأمفيتامينات، يرتبط بزيادة ملحوظة في الأفكار الانتحارية. هذه الأفكار تنتج عن التغيرات الكيميائية التي يحدثها الكبتاجون في الدماغ، خاصة فيما يتعلق بمستويات الدوبامين والنورأدرينالين. في البداية، يمنح الكبتاجون المستخدم شعورًا بالنشوة والطاقة، ولكنه يتبعه انهيار نفسي شديد عندما يتلاشى تأثير المخدر.
مع استمرار التعاطي، يتعرض الدماغ لضغط مستمر يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة مثل الاكتئاب والقلق. هذا الضغط يمكن أن يكون شديدًا لدرجة أن الشخص يصبح غير قادر على التعامل مع مشاعره، مما يدفعه إلى التفكير في الانتحار كوسيلة للهروب من الألم النفسي.
في مراحل متقدمة من الإدمان، يصبح الشخص غير قادر على تجربة السعادة أو الراحة بدون المخدر، مما يزيد من شعوره بالعجز واليأس. هذه الحالة تجعل الأفكار الانتحارية أكثر تواترًا، خاصة عندما يشعر المدمن بفقدان الأمل في التعافي أو العودة إلى حياة طبيعية.
الأبحاث تشير إلى أن معدلات الأفكار الانتحارية بين مدمني الأمفيتامينات مثل الكبتاجون مرتفعة بشكل مقلق. الأعراض الانسحابية بعد التوقف عن التعاطي، والتي تشمل الاكتئاب الشديد والشعور باليأس، يمكن أن تزيد من خطر الانتحار. لذلك، من الضروري توفير الدعم النفسي المكثف والعلاج المناسب لهؤلاء الأفراد لتقليل هذا الخطر.
اقرأ أيضاً: متى يموت متعاطي المخدرات
تآثير تعاطي الكبتاجون وإدمانه على المجتمع
الآثار الاجتماعية السلبية للكبتاجون عديدة ومنها:
- زيادة الجريمة: تعاطي الكبتاجون يمكن أن يؤدي إلى زيادة في معدلات الجريمة. المدمنون قد يلجأون إلى السرقة أو العنف لتمويل إدمانهم. الأبحاث تظهر أن هناك ارتباطًا بين تعاطي المخدرات وزيادة في السلوك الإجرامي، مما يضع ضغطًا إضافيًا على نظام العدالة الجنائية.
- تدهور الصحة العامة: الكبتاجون يسبب مشاكل صحية خطيرة مثل الأمراض القلبية، الاضطرابات النفسية، ونقص المناعة. هذه الحالات الصحية تضع عبئًا كبيرًا على خدمات الرعاية الصحية في المجتمع.
- التأثير الاقتصادي: الإدمان على الكبتاجون يؤدي إلى فقدان الإنتاجية في العمل وزيادة تكاليف الرعاية الصحية والبرامج الاجتماعية. هذا التأثير الاقتصادي يمكن أن يؤدي إلى تدهور الوضع المالي للأسر والدولة بشكل عام.
اقرأ أيضاً: تصرفات متعاطي الحشيش
أبرز الدراسات المتعلقة باعراض الكبتاجون النفسية في بعض الدول
أظهرت الدراسات في بعض الدول أن استخدام الكبتاجون يؤدي إلى أمراض وآثار نفسية خطيرة.
حيث أظهرت دراسة في السعودية أن استخدام الكبتاجون منتشر بشكل خاص بين الشباب، مع تأثيرات عقلية واضحة تشمل الاكتئاب والذهان وهذا يتطلب علاج فوري.
وفي الأردن وجد أن الكبتاجون يساهم في زيادة معدلات السلوك العدواني والعنف، حيث أظهر حوالي 30% من المعتقلين المدمنين على الكبتاجون سلوك عنيف.
أما لبنان، في دراسة أجريت على متعاطي الكبتاجون أظهرت أن نسبة كبيرة منهم يعانون من اضطرابات نفسية شديدة تتطلب تدخلاً طبياً مكثفاً.
هذه الإحصاءات تُسلط الضوء على خطورة تناول الكبتاجون في هذه الدول العربية وتستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لها فالتغافل عن هذه المشكلة سيكون له عواقب وخيمة على المستويين الفردي والمجتمعي.
قد يهمك أيضًا الاطلاع على: أفضل مصحة لعلاج الادمان في السعودية
افضل مركز علاج اعراض الكبتاجون النفسية
انتشر الكثير من مراكز علاج الادمان ولكن يعد مركز فريزيه افضل مركز علاج اعراض الكبتاجون النفسية والذي يقدم خدمة عالية المستوى ويتوفر فيه جميع العلاجات الفعالة.
حيث يتم العلاج فيه على عدة مراحل وتعد مرحلة التأهيل السلوكي والنفسي أهم المراحل حتى يتخطى الشخص أزمة الإدمان ويبدأ في التفاعل مع المجتمع والبيئة المحيطة وتزداد ثقته بنفسه.
لا تتردد في زيارة مركز فريزيه لأنه يعتبر من أبرز المراكز التي تقدم برامج علاج شاملة تشمل العلاج النفسي والطبي ويتوفر فريق خبير من الأطباء والأخصائيين حاصل على اعتمادات دولية في مجال علاج الإدمان.
وفي الختام: نكون قد وضحنا لكم معلومات قيمة عن اعراض الكبتاجون النفسية وكيف يجعلك في حال عدم تعاطيه تتعرض للعديد من الاعراض النفسية الخطيرة، مع بيان تأثيره التدميري على المجتمع والأسرة على حد سواء،مما يجعل من الضروري التعامل مع مشكلة الكبتاجون بجدية من خلال التوعية، التشريعات، وتوفير الدعم العلاجي والنفسي للمدمنين.
الأسئلة الشائعة حول اعراض الكبتاجون النفسية وتأثيره التدميري على المجتمع
متى يعود الجسم لطبيعته بعد ترك حبوب الكبتاجون؟
تختلف مدة عودة الجسم لطبيعته بعد ترك حبوب الكبتاجون تبعًا لمدة التعاطي والجرعة المستخدمة والحالة الصحية العامة، علمًا أنّ مدة العلاج النفسي والتأهيل الاجتماعي لمدمن الكبتاجون من 1-6 شهور في حالة الإقامة الكاملة، وكلما طالت تلك الفترة كلما حصل المريض على نتائج إيجابية أكبر وقلة نسبة تعرضه للانتكاسة.
ما هي أضرار الكبتاجون النفسية على المدى البعيد؟
تتعدد الأضرار النفسية للكبتاجون على المدى البعيد، وتتفاوت تأثيراته على المدمن بطرق عديدة، أبرزها:
تؤدي إساءة استخدام الكبتاجون إلى اضطرابات النوم وعدم القدرة على الحصول على نوم صحي، مما يسبب استدامة الأرق ويؤثر سلبًا على النشاطات اليومية والعلاقات الشخصية والمهنية. بالإضافة إلى ذلك، يعاني المدمن من تقلبات مزاجية شديدة تسبب انفعالات غير مفهومة، مثل الفرح في أوقات الحزن أو الحزن في أوقات الفرح، أو المبالغة في المشاعر، مما يجعله شخصًا غريبًا عن أقرانه وقد يؤدي إلى مقاطعتهم له.
إدمان الكبتاجون يتسبب في الهلوسة، التي تُعد من أخطر الأضرار النفسية طويلة الأمد، حيث تُدخل المدمن في دوامة من العلاج النفسي الطويل داخل المصحات. ومن أسوأ ما يحدث للمتعاطي على المدى البعيد هو الاعتماد على المخدر وعدم القدرة على التوقف بإرادته، وعند اللجوء للحلول الطبية، تظهر عليه أعراض الانسحاب مثل الإرهاق والاكتئاب، والتي تستمر لفترة قصيرة قبل أن يتحول المدمن لشخص جديد غير مدمن وقادر على التعافي.
ومن الأعراض النفسية الخطيرة الأخرى الاكتئاب الحاد الذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى الانتحار.
متى يفقد مدمن الكبتاجون عقله؟
مدمن الكبتاجون قد يفقد عقله في الحالات المتأخرة من الإدمان، حيث يكون الجهاز العصبي المركزي في حالة سيئة للغاية وغير متزن. يحدث ذلك عندما يتعرض المخ لتلف شديد بسبب تعاطي الكبتاجون لفترات طويلة. الكبتاجون يدمر الخلايا العصبية المسؤولة عن إفراز المواد الكيميائية المهمة مثل الأدرينالين والسيروتونين والدوبامين. على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي هذا التلف إلى حالات من الذهان، وهي حالة نفسية يفقد فيها الشخص الاتصال بالواقع.
في مراحل الإدمان المتقدمة، يصبح الشفاء النهائي صعبًا ويكون العلاج غالبًا موجهاً لتحسين الأعراض الظاهرة فقط، مثل الهلوسة والشك المفرط في الآخرين. المدمن قد يعاني من ردود فعل دفاعية عنيفة ولا يستطيع التفرقة بين الواقع والهلاوس، مما يزيد من القلق والارتباك. لتجنب هذه النتائج الكارثية، من الضروري إنقاذ المدمن وخضوعه للعلاج في أسرع وقت ممكن.
ما هو تأثير تعاطي الكبتاجون على الأسرة؟
الإدمان على الكبتاجون يسبب توترًا وصراعات مستمرة داخل الأسرة، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى الطلاق أو الانفصال. هذا التفكك الأسري يترك الأطفال عرضة للإهمال وسوء المعاملة، مما يؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية.
الأطفال الذين يعيشون في بيئات يعاني فيها أحد الوالدين من إدمان الكبتاجون قد يواجهون مشاكل نفسية متعددة مثل الاكتئاب والقلق. هذه التجارب السلبية تؤثر سلبًا على نموهم العاطفي والاجتماعي، مما يعيق قدرتهم على التفاعل الصحي مع أقرانهم والمجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، يستهلك تعاطي الكبتاجون موارد الأسرة المالية، مما يؤدي إلى ضغوط اقتصادية كبيرة. هذه الأعباء المالية تضعف قدرة الأسرة على توفير احتياجاتها الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، مما يزيد من معاناة جميع أفراد الأسرة.
في النهاية، تأثير الكبتاجون على الأسرة لا يقتصر على المدمن فقط، بل يمتد ليشمل جميع أفراد الأسرة، مما يجعل الحاجة إلى العلاج والتدخل المبكر أمرًا حيويًا لاستعادة التوازن الأسري والنفسي.